اليقظة

غذاء العقل والنفس الحقيقي هو استثمارك في نفسك عن طريق تطوير أدوات عقلك بمراقبة إدراكك ووعيك بهدوء وبصمت لكل ما يدور بداخلك وخارجك لكي تتوصل لموقع ما عميق لكل ما ينفجر فيك وحولك من معطيات في الطبيعة والوجود والحياة التي نعيشها لكي تصل للقيمة الحقيقية ..

اليقظة تسبقها الاستيقاظ فالإنسان إن كان لا زال نائم و غافل فكريا فمهما كانت يقظته فستكون يقظة في حالة سبات، علينا إذن أن تستيقظ قبل أن نتيقظ.

ولأني لم أجد في الخارج خلال اصراري المستمر على فهمه سوى العبث عدتُ لداخلي لأجد نفسي تائه بين أفكار وطور أعلى من العبث الذي لم يكن لي فيه أيّ دور لكنه لعب في حياتي الدور الأهم!
لعلّ يقظتي المستمرة وطرحي السؤال المتمرد الذي صار ملازما لي جعلنا أخرج من حالة التوتر والقلق والغضب الذي امتلكني وجعلني صديقا له دون ارادتي!
من هنا بدأ صوتٌ بداخلي يصرخُ بقوةٍ صامتة محتج على ما فعلته به منذ ولادتي إلى اليوم..
ذاك الصوت كان عبارة عن قربان لا يجبُ تقديمه إطلاقا للآلهة وإنما لي أولا وذلك عم طريق معرفة ماذا يريد؟
لأجد نفسي ذاك الأديم المرتبط بهذه الأرض اترباط الجسد باللحم!
وهنا كان من اللازم أن أنطلق صوبً المحطة الجديدة.. التي تقول ' لا تتبع الآخرين؛ اجعلهم يتبعوك! لكن لا تهتم للتبع؛ ذلك أنهم مجرد قطيع! ولا تنسى أنك كنت منهم يوماً '
بهذا صرت يقظاً لكلّ ما يجب من ما لا يجب أن أدخله لداخلي وبدت نظرتي للحياة مختلفة عما كانت فيه في السابق..
وذلك يكمن بداية في نقطة الإنطلاق التي تصالحت عبرها مع هذا الكون وهذت الحياة وقبولها كما هي دون أيّ تعقيدات!
ربما خرجتُ من زيّ الإنسان الملعون؛ ماشيا نحو ما هو أرقى من ذاك الجلد.. علهُ يكونُ أديمُ الأفعى المتغير!

تُعرف اليقظة في علم النفس بأنّها أحداث تنسجها مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ تجعل الشخص يعيش حالة من المغامرات التي تصوّر للفقير بأنه كثير الثراء مثلاً ممّا يجعله يشعر بالسعادة، أو تصوِّر للشخص قليل الحظ بأنه من أكثر الناس نجاحاً ويرى الشخص نفسه يحقق الكثير من الطموحات التي لا يستطيع تحقيقها في واقعه، وهي تساعد الشخص على وضع أهدافه والعمل جاهداً للوصول إليها

دائما أكتب نقط ضعفي و أوقات نجاحي و أراقب أفعالي كثيييرا و هفواتي ابتغاء التغيير و نسف كل ما هو مغلوط إلا أنني بمراقبة نفسي أجدني أعد الكثير من أخطائي و لا زلت لم أجد شيئا حتى ما يحركني بقوة و طاقة في هذه الحياة فتأتيني أحاسيس سيئة

والتقرب من ذاتك ومراقبتها وفهمها سيجعلك يقضا بما تفعله الشيء الذي سيتحكم بمشاعرك وسلوكاتك ...) فتكون اكتر عقلانيه وحكمة

اليقظة سلاح الأذكياء المتحررين من كل الأجناس و العقليات السطحية و القوميات،،،، العقل فعلا هو زينة ، زينة لمن يروضه و ينميه و يعتصره مطالعة للفكر و الأفكار الفلسفية الخالدة التي هي تحليل لوجودنا الدفين و العميق فوق هاته الأدغال الطاحنة التي لا ترحم الغير اليقيظين.

صفاء الذهن و اليقظة من اصعب و اهم الامور التي بحث عنها الفلاسفة و الانبياء ، فصعود الرسول محمد للغار و انعزال بوذا و غيرهم الكثير مثال لبحثهم عن هذا السر
ان من يصل لليقظة قد ضمن الوصول للذات و للنجاح و لله نفسه

الانسان بطبعه له نقاط ضعف ونقاط قوة لكن لا يريد لكنه لا يريد ان يعترف بنقط الضعف ويريد ان يمر عليها دون ان يعطيها اهمية ويكررها مما يسبب له مشاكل في حياته وعندما يقف يتامل في تسرفاته يجد انه لوفكر في الامر.اولا لغير سلوكه وبالتالى سوف لا يلوم نفسه على مافعل ادن اليقضة هي نور العقل والضمير الحي

اصعب شي تعيش في مجتمع يخلو من اليقظة والتحكم في قراراته وانفعالاته تشعر انك غريب عنهم فتصل للحافة وتتمنى لو انك غير متيقظ وواعي وغبي مثل البقيه

إيكارت تول: إدراك اليقظة:
"عندما تُميِّز حالة اللاوعي الكامنة في داخلك، يصبح بمقدورك أن تدرك حالة الوعي المتصاعدة لديك وهي اليقظة. ليس باستطاعتك أن تحارب الأنا وتقهرها، تماماً كما تعجز عن محاربة الظلام. كل ماتحتاجه هو نور الوعي. وأنت من تمثل ذلك النور."

ننتظر القادم منك بأذن الله

يمكن تعريف اليقظة على أنها وعي المرء التام بما يدور بداخله من أفكار وبما يدور حوله من أحداث مختلفة

"كان علي أن امسكَ قلبي وأن ارتقي فوق افكاري إلى ذاتي وإلى العزلة
فانا لست إلا حدثاً بشرياً
في العزلة تحولت قوتي الابداعية الى مكان الروح
واستطعتُ أن أُقايضَ روحي بحديقةٍ
لا تفصلُ البنفسجةَ عن عطرِها ..."

- من كتاب العقل زينة
١-١-٢٠١٧