في كل بيت من بيوتنا المغربية تقريبا، ثوابت عدة مؤسسة للهوية الثقافية المغربية : أولها مهاجر بالخارج، يكد ويسعى لبناء بيت بطابقين ومرآب كبير بمدينته الأصل، يرسل العملة لمساعدة والديه على التداوي من أمراض عدة لم توفرها لهم الدولة، لأنها لاتستطيع ذلك وتفضل ترك أمره لبلدان المهجر التي تشغل المواطنين المغاربة، وقد يعول المهاجر، أيضا، زوجة وأولادا تركهم في كنف أسرته أو أصهاره، والتابث التاني، وجود ابن او ابنة متأسلم، له علاقة بالتيارات المتطرفة المحلية والعالمية، يخبئ في داخله حلما مجهضا بالعمل والحب، وقد يؤدي الصلوات بالبيت أو المسجد، يفرض الحجاب على أخواته، يمنع عنهن كل المتع مهما كانت بسيطة، ويتفرج على قنوات المفتين والشيوخ الوهابيين، تماما كما يقضي ليله الفارغ الطويل في تعذيب نفسه أمام فيديوهات ...المجانية الولوج، وقد يكون له أخ أو أخت، وهو التابث الثالث، يستهلك المنتوج المغربي الصرف والأقوى على تهدئة الوضع العام، إنه الحشيش، وما أدراك ماالحشيش المغربي، المسكن الأول لكل داء وهازم شرور النفس المفكرة في الاحتجاج، ورابع الثوابث الدعارة ياسادة، نظامية كانت أو مبطنة، وهي دعارة لاتقتصر على الإناث دون الذكور، شباب فقير يتسول نساء مقتدرات ماديا المال مقابل لحظة متعة جنسية، وإن لم تكن نساء، يكون الزبائن رجالا مسنين، أجانب من العرب والغرب، أيضا، تلميذات صغيرات لم تكمل نهودهن بعد، نموها على صدورهن، يركبن في سيارات رجال عجائز يجوبون أبواب المدارس كل يوم، والثابت الأساس، حلم الكثيرين المعلق على الهجرة، سواء بالمشاركة في القرعة الأمريكية أو الكندية، وفي انتظار ذلك، يؤمن كل فرد مغربي بتابثه الأكبر، وهو أن ممارسة السياسة بالمغرب تشبه تماما تابث الدعارة، فكلما امتلكت مقومات جسدية كثيرة أهمها اللسان والجبهة والدبر القوي الصحيح، كلما استطعت أن تنجح سياسيا وتغتني بعد فقر وحاجة..
تلكم، ياسادة، هي ثوابت الأمة، ولو نسيت شيئا منها، فسوف تتكفل به برامج الأحزاب التي حكمتكم وسوف تعود...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire