Bienvenue sur la voie de la vérité.

Vous êtes sur ce blog par curiosité ? Non , direz certains.
Alors vous recherchez votre âme dans mes yeux ? Non , direz certains.
Vous êtes arrivés jusqu'à mon âme ? Comment ? Par pur hasart ? Non , direz certains.
Et vos autres ? Vous avez suivi le goufre de la curisité ? Vous avez vu mon âme ? Comment cela était ? Pas par pur hasart ? Non, direz les autres .
Alors Vous incertains qui ont vu mon âme , il vous à ébloui dans la lumière du jour ? Ou dans les ténébres de la nuit ?Non, direz certains.
C'est une question ou une réponse ?

Rechercher dans ce blog

Membres

Messages les plus consultés

Pages

Messages les plus consultés

Messages les plus consultés

Bienvenue citoyen du monde

Bienvenue citoyen du monde







Le monde s'est donné à un systeme unique,a refusé les utopies, les religions .En procedant ainsi il a accordé aux minorités ethniques le droit de la riposte et la ségrégation par sa propre democratie.Pour remédier à cela il a instoré des institutions soit disant de sécurité et devenu fanatique des armes pour departager les adversaires des guerres . Selon ma conviction certes la technologie nous a fait évoluer sans mûrir dans nos esprits.




Nombre total de pages vues

Messages les plus consultés

27/09/2013

‎‎Zeitgeist Arabic زايتجايست العربية‎‎




التغيير الاجتماعي و الحركات المستقلة للجماهير؟

كان الناس في الماضي يعتقدون أن خسوف القمر سببه ان القمر في ضائقة أو أسر، فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجا وجلبة لانقاذها و هذه العادات كانت موجودة حتى وقت قريب. فلماذا لا ندق الطبول الان عندما يحصل الخسوف كما فعل الجميع؟ ... و لماذا لا نمارس السياسة و نشكل تنظيما سياسيا ل "تغيير" العالم كما يفعل الجميع.

لقد قام البشر بتشكيل الاحزاب و المنظمات السياسية منذ قرون عديدة و هدفهم كان دائما التغيير و لم ينجح حتى الان اي حزب او منظمة في تغيير اي شئ و لكننا بالسياسة نجحنا دائما في افساد كل شئ. اليس الانسان كائن غريب و فريد من نوعه حقا ان يكون بمقدوره عمل شئ يفشل فيه في كل مرة و برغم ذلك يواصل القيام به مرة بعد مرة بعد مرة. نحن نقول استنادا الى ذلك باننا اذا اردنا بقاء العالم على حاله فاننا سنقوم بتشكيل حزب جديد يدخل في الصراعات مع باقي الاحزاب و نبدأ بتدريب الشباب على صناعة المولوتوف و غيرها من الاساليب التي تعتبر "ثورية" في عالمنا و التي ضلت شائعة طوال قرون و نسمي ذلك صراع ضد السلطة. اما اذا اردنا تغيير العالم فان اول شئ ينبغي تغييره هو هذا النمط من التفكير و هذا السلوك الذي لم يجلب سوى المعاناة و الحروب و دوامات العنف. ان السياسة هي بالتاكيد جيدة لادارة الصراعات بين مجموعات تحارب بعضها البعض في هذا العالم, و لكن الذين يريدون الخروج من هذا كله و اقامة عالم مغاير عن عالمنا و طريقة جديدة لحياة البشر سيرون ان هذه الطفيليات الجيدة التنظيم هي مجرد مشاريع جديدة للفساد و اطراف في النزاع على تقسيم موارد هذا العالم و هي قوى تصلح لكل شئ ما عدى التغيير.
.
الاحزاب السياسية هي كيانات تنبثق عن الصراعات و تقوم في العادة بصياغة برامجها على اساس ان هنالك صراع بين الخير الذي يتمثل فيها و الشر الذي يتمثل في الاخرين. بين اعداء الشعب و بينهم. فهنالك اعداء في الخارج دائما. كل واحدة من هذه المنظمات تمثل الشعب و الحق و بقية الاحزاب و المنظمات يمثلون الشر. و هؤلاء الاعداء يقفون بينهم و بين تحقيق الخير الذي يتمثل فيهم. العسكري يمنع الديموقراطي عن تحقيق الديموقراطية و الحكومة الراسمالية تمنع الاحزاب الشيوعية من تحقيق الاشتراكية و الاشتراكي السلطوي يتآمر على الاشتراكي اللاسلطوي. و الاسلامي يمنع العلماني و الليبرالي ضد الاسلامي و هكذا الجميع ضد الجميع و بين هؤلاء هنالك كسور حزبية ايضا. فالاسلامي تيارات و اليساري تيارات و الوسطي تيارات ... و يتحول المجتمع الى غابة من الصراعات و حوضا من الاسماك المفترسة. الجميع يتحين الفرص لابتلاع الجميع. 
.
و لاجل انهاء هذه الصراعات التي هي جميعها مقدسة بالنسبة لكل اصحابها على احدى هذه القوى تصفية و سحق جميع القوى الاخرى و ابادتها و هو ما يعني حرب اهلية تنتهي باقامة دولة استبدادية. اما اذا حالفنا الحظ فاننا نقيم دولة ديموقراطية و انتخابات فيفوز احدهم او بعضهم و ينقلون الصراعات الى البرلمان. و هكذا يبقى الحال على ما هو عليه. و ينصرف جميع الاخوة الاعداء هؤلاء لمشاغلهم, يتقاسمون المناصب تارة و يتقاتلون تارة اخرى. و في خضم هذه الصراعات تدور رحى المطحنة لتسحق الناس و يبقى العالم كما كان دائما دون تغيير. 

.

السياسة هي افيون الشعوب و احدى اسباب عجز البشر عن تغيير العالم.
.

التجارب المؤلمة التي مرت بها البشرية جراء هذه الممارسة البدائية لعبت دورا اساسيا في ابتعاد الشعوب تدريجيا عن العمل لتحسين شروط حياتها. فالياس و الشعور بالعجز اصبح جزء من ذاكرة الناس و الجماهير التي تعلمت بالتجربة ان تضحياتها ستتحول في النهاية الى حرب اهلية او تجارة قذرة تنتهي على مائدة الاجتماعات السرية وراء الابواب المغلقة لتصبح ارصدة بنكية و سلطات استبدادية لصالح هذا الحزب أو ذاك. حتى العمل النقابي و المهني تم افساده عبر تدخل مختلف القوى السياسية فاصبحت الجماهير مشلولة بسبب هذه الاحزاب لان صراعاتها تشق صفوف مختلف القطاعات المهنية و تجعل نضالها بين ممانع و مؤيد الى ميادين اخرى لتصفية حسابات سياسية.
.

كيف يمكننا تغيير العالم بدون احزاب و منظمات سياسية؟ و ما هي وسائلنا في التغيير؟
.
ان الحركة تدعو الى نشاط جماهيري سلمي, مستقل و متعدد الجوانب لتحقيق الثورة الاجتماعية و تغيير النظام الاجتماعي عبر جميع الوسائل السلمية ابتداءا من نشر الوعي مرورا بالنضالات المطلبية اليومية و المشاريع التعاونية على غرار مشاريع المصدر المفتوح و غيرها انتهاء بالمقاومة السلبية و العصيان المدني السلمي (اللاعنف) و نحن نعول على الحركات الجماهيرية المختلفة التي تتجمع حول اهداف عامة غير حزبية تهدف مباشرة الى تحسين اوضاع الناسالشكل الوحيد للتنظيم الذي تسانده الحركة هي المنظمات الجماهيرية التي تظهر في الميادين حول المطالب المباشرة لها, على غرار حركة احتلال - اوكيوباي - التي انتشرت في عدد من دول اوروبا و العالم و تحولت الى ظاهرة اجتماعية. مثل هذه الحركات التي تشكلها الجماهير بنفسها في الميدان و في اجتماعاتها العامة تعبر عن الاهداف المستقلة المباشرة لهذه الجماهير و ما نامله هو ان تصبح لدينا اغلبية اجتماعية واعية بالتغيير الاجتماعي و مؤثرة في وسط هذه الحركات الجماهيرية تدفع باتجاه طرح بدائل لتغيير جذري. مثل هذه الحركات توحد المجتمعات حول مطالبها بعيدا عن الصراعات الحزبية و الزعامات الفاسدة. 
.

ماذا يعني ان تكون راديكاليا؟ 

لو كان جميع سياسيي الربيع العربي قد خرجوا للمطالبة بطرق للدراجات الهوائية و حملوا نفس مستوى الوعي الذي يحمله نشطاء جمعية البيئة لكانت احوال هذه الشعوب العربية على الاقل قد تحسنت عشرات المرات و كان بمقدورنا حقن دماء مئات الالاف من البشر. و لكننا نسير بدلا من ذلك و بكل المقاييس الى الوراء و نصر على ادامة الصراعات عبر الاحزاب لتحقيق المزيد مما "حققناه" حتى الان بسبب هذا النمط من السلوك و التفكير.
.
الحركة تهدف فقط الى نشر الوعي حول قيم العالم الجديد و لن يكون لها اي دور ميداني كمنظمة و لا تريد قيادة احد او مواجهة احد عبر الحركة كما هو الحال مع القوى السياسية. المهمة الوحيدة للحركة هي ان تكون خيمة تجمع المتطوعين الذين يحملون قيم التغيير و يعملون معا على رفع وعي مجتمعاتهم بدلا من ان يعملوا بشكل فردي.

.
الثورة الاجتماعية ليست ثورة بقيادة احزاب, بل هي ثورة المجتمع على القيم التي يحملها البشر و هي القيم التي انتجت هذا العالم الموجود. هي ثورة في الوعي و ثورة لنشر قيم العالم الجديد. و هي نضال يومي حضاري و معرفي و مطلبي و اجتماعي لتكوين وعي اجتماعي جديد و حركة اجتماعية عريضة بهذا الاتجاه. و هذه الفكرة السياسية القديمة التي تقول بان الاحزاب و المنظمات هي التي ستحرر البشر و تقودهم هي فكرة خرقاء لم تتسبب يوما سوى في حروب اهلية و معاناة. الجماهير التي تحمل قيم التغيير هي التي ستغير العالم.



الدوغمائية و الازمة الفكرية لليسار
بقلم: Kaife Amin

لسنا بحاجة الى الولاء الاعمى الى ما توصل اليه الفلاسفة و المفكرين القدماء من حلول. هؤلاء توصلوا الى الحلول عبر استخدامهم نوع من انواع المنهج العلمي في التفكير او التأمل المنطقي المجرد لفهم المشاكل و استنتاج الحلول منها. اننا بحاجة الى استخدام المنهج العلمي و التفكير المنطقي الذي استخدمه هؤلاء و ذلك للتوصل الى استنتاجاتنا نحن التي ينبغي ان تعطي اجوبة و حلول جديدة لمشاكل عصرنا.
ان النظرية الداروينية ليست صحيحة بسبب الحقائق التي جائت فيها لان هذه الحقائق في تغيير مستمر و لكنها صحيحة كمنهج علمي لفهم التطور, و قبولك لقانون الجاذبية لا يجعل منك نيوتنيا بل يمنحك وسيلة لفهم قوانين الفيزياء و تطويره.
فاذا كنت ماركسيا لينينيا تروتسكيا ستالينيا لاساليا سانسيمونيا خروتشوفيا باكونينيا كروبوتكينيا اناركيا شيوعيا اشتراكيا ثوريا اشتراكيا ديموقراطيا اشتراكيا اصلاحيا جيفاريا ماويا ...الخ من اي نوع. فانت في الغالب قد قررت الولاء للاشخاص و الحقائق الثابتة و للحلول الجاهزة و ليس لمنهج التفكير و لطريقة التوصل الى الحلول. ان الفرق بين التفكير الدوغمائي و التفكير العلمي هو ان الدوغمائي يدين بالولاء الى المفكرين بدلا من ان يتعلم طريقة تفكيرهم. ان مناهج التعليم في عالمنا و التي هي انعكاس لطريقة التفكير الشائعة في مجتمعاتنا تعلمنا للاسف كيف سنكون دوغمائيين بامتياز فيعلموننا منذ نعومة اظفارنا كيفية حفظ الاشياء و تعلمها عن ظهر قلب و ان ناخذ المناهج الدراسية على انها حقيقة مطلقة. نحن لم نتعلم كيفية التفكير و البحث و التعمق في الاشياء بل تم تلقيننا الى حقائق ثابتة. لم نتعلم كيف نفكر بل تعلمنا بماذا نفكر, هذه هي الفكرة الشائعة في مجتمعاتنا بشكل عام. هذا التلقين المنظم انعكس على تكوين شخصيتنا و وعينا و الطريقة التي نستخدمها في فهم الاشياء. فاصبحنا عصابيين دوغمائيين ندين بالولاء الى ما تعلمناه و صرنا نقدس الافكار و المفكرين بغض النظر عن نوع الفكرة التي نحملها. نحن نقدس الافكار و نستلهم افكارنا من المفكرين و نميل الى الايمان باشياء صحيحة ثابتة مطلقة و لا نختبر افكارنا بمقارنتها بالواقع بل بمقارنتها بالكتب و النصوص التي نفسر جميع الاشياء على اساسها ...
ان المنهج العلمي في التفكير يعني ان علينا ان نحاول التوصل الى الافكار بانفسنا ليس عبر الاراء المسبقة المعدة سلفا بل عبر تحويل المشاكل التي نواجهها الى اسئلة. لا يمكننا حل مشاكل البشر عبر الوصفات و دليل الطبخ و الشعارات.
فاذا قلت يا عمال العالم اتحدوا فانك تعيد جملة قالها ماركس ربما قبل 165 سنة و هذا شئ يبدو جميلا للغاية. ولكن ماركس اقرن دعوته هذا ببرنامج للعمل و حزمة من الحلول و هذه الحلول مضى عليها 165 سنة و لذلك فانك ببساطة تغرق في الدوغمائية عندما تكرر هذا الكلام مثل الببغاء اذا لم تقرن ذلك بحزمة من الحلول المرتبطة بعالمنا اليوم و درجة التطور التي بلغناها و اذا لم يكن لديك تفسيرا للازمة المالية و المصرفية و للاتمتة التي في طريقها الى اخراج البشر من العمل و الى بلوغ البشرية عالم الوفرة التي كان ماركس يحلم ببلوغه يوما. انت تترك العالم الواقعي و تترك منهج التفكير لتاخذ شكليات الافكار . لذلك فان دعوتك لعمال العالم للوحدة سيتحول الى شعار فارغ لن يلقي اذانا صاغية لانك تجهل بكل بساطة الجواب على سؤال مهم وهو "على ماذا سيتحد عمال العالم؟" و هكذا عندما تقول الثورة الدائمة التي دعى اليه تروتسكي يوما. ماذا تقصد بالثورة الدائمة؟ لبناء ماذا؟ كيف ستقوم بتنظيم العالم بعد الثورة التي تريد لها ان تكون دائمة؟ هذه الدعوات لا يمكن ان تكتفي بالشعارات بل ينبغي ان تطرح فهما واضحا لطريقة تنظيم الحياة بعد الثورة؟ و عندما تقول تسقط السلطة بجميع اشكالها عليك ان توضح لنا كيف ستقوم بتنظيم و ادارة الحياة و كيف ستدير المنشآت الانتاجية العملاقة و مدنا كبرى يبلغ تعداد بعضها 25 مليون نسمة بدون وجود سلطة مركزية و ان تجيب على عشرات و مئات الاسئلة العالقة التي تتعلق بجميع جوانب الحياة و لا يمكنك ان تكتفي بشعار واحد.
لا ينبغي تكرار الشعارات التي اطلقها المفكرين و الفلاسفة القدماء فمشاكل البشر موجودة في الواقع و ليس على صفحات الكتب.

ببساطة شديدة انك اذا كنت جادا في رغبتك بتغيير العالم عليك ان تبدا من الجواب على سؤال مهم و هو "اذا لم نكن نريد ان يكون العالم منظما على اساس اقتصاد السوق و النقود و البنوك و الملكية, و اردنا تجنب جميع المشاكل التي لدينا اليوم بسبب ذلك كيف ينبغي تنظيم الحياة و ادارة شؤون البشر على كوكبنا بافضل شكل؟ عندما جاوبت على ذلك اسال نفسك كيف يمكننا تحقيق ذلك؟  

هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد؟

نحن البشر بشكل عام و في الشرق خصوصا ولسبب ما نعشق هذه الكلمات التي تربط الثورة بالغضب وبالهبة الشعبية والانتفاضة والانفجار وغيرها من الكلمات. حتى صارت كلمة الثورة مدوية مثل المفرقعات ومرتبطة بعمل عنفي وربما انتقامي دموي. تهدف الى سحق الاعداء المجرمين وابادتهم والانتقام منهم ومعاقبتهم باقصى العقوبات الثورية. اصبحنا نتغنى على الغضب ونغني للانتقام ونعبر عن احلامنا في التغيير بقساوة النقمة والرغبة في تحطيم الخصوم.

فمن اين جاءتنا هذه الافكار العنيفة وهل هي مشاعر صادقة ضرورية لاجل التغيير يتوجب بقائها ام انها عادة سيئة يجب تركها؟

يعد ظاهرة استخدام البشر للعنف عند العلماء والباحثين الاجتماعيين موضوعا مهما للبحث ولكنه متعدد الجوانب. فالعنف الفردي الذي يستخدمه البشر في حق بعضهم البعض هو سلوك انحرافي يكاد يرفضه الجميع وبدون استثناء تقريبا. ولكن الظاهرة الاكثر اثارة للتساؤل هو العنف الجماعي الذي تستخدمه مجموعات كبيرة من البشر ضد بعضها البعض, وكذلك الظاهرة السياسية التي يحبها الكثيرون في الاوساط السياسية ويضفون عليها تعابير تجعلها تبدو مقبولة على غرار العنف الثوري والعنف الطبقي والغضب الثوري غيرها من التسميات التي ضلت تستخدم لعقود من الزمن.

ان الثورة التي تنجم عن انفجار جماهيري جراء تراكم عقود من القهر والظلم والاستبداد تعبر عن نفسها في العادة وبمباركة من السياسيين باشكال عنفية. من هنا تبدا الاشكالية في الثورة العنيفة. حيث اننا لا نتحدث عن فعل جماهيري وانما عن ردة فعل. فالثورة ليست عمليه واعيه تجري جراء تراكم المعرفة لدى الجماهير بقدرتهم على تغيير طريقة حياتهم وانما ردة فعل ياتي جراء فعل سابق و جراء تراكم الظلم على الجماهير. وعندما تنتهي عمليات الانتقام ويسحق الاعداء المزعومين فان الجماهير تقف في العادة مذهولة امام عدم تغير الامور. ويصابون بالياس احيانا او يعودون الى الشوارع من جديد ضد الزعيم الجديد وهلم جرا.

ان السياسيين الذين لا يحملون في جعبتهم اي مشاريع عقلانية لتغيير اجتماعي حقيقي, يجمعون الجماهير من حولهم في العادة من خلال انتقاد خصومهم واظهار عيوبهم ويستخدمون السخط الجماهيري لتغذيتها لتصب في صالح سياساتهم وهم لذلك يروجون الى الرومانسية الثورية والفروسية والشجاعة في قهر وتحطيم الاعداء والفتك بهم بالثورة العنيفة التي يسمونها بالعنف الثوري والغضب الشعبي. ان مثل هذه التوجهات التي تروج لها القوى السياسية الخالية الوفاض والتي تعيش على جهل الجماهير وغضب الجماهير لا تؤدي في العادة سوى الى اغراق الامم في دوامة العنف والدماء.

هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد؟
الثورة الصناعية او الزراعية او الثورة في علم الاحياء والفيزياء تعبيرات نستخدمها في العادة في العلوم. حيث ان الالة البخارية ادت الى تغيير نوعي في طريقة الانتاج ومن ثم في طريقة حياة البشر وان المحراث احدث ثورة في الزراعة وان نظرية داروين ونيوتن واينشتاين احدثت ثورة في هذا العلم او ذاك. بمعنى ان تغييرات جذرية مادية قد ادخلت على هذه العلوم لصالح الانسان وتطوره.
فما الذي حصل في ثورة البشر على المؤسسات الاجتماعية والسياسية السائدة؟ لماذا لم تُشمَلْ قط بثورات عقلانية علمية باكتشاف طرق جديدة علمية لادارة شؤون البشر فتكون هنالك ثورة واعية بالمعنى العلمي لاجل تغيير طريقة بناء وعمل هذه المؤسسات لصالح الانسان؟ لماذا تركت بدلا من ذلك لتراكمات الغضب والانفجارات والهبات الشعبية لتحطمها وتسحقها ولتعطي الصلاحية لاعادة بنائها بنفس الطريقة القديمة ودون اجراء تعديلات عليها.

ان الاشكالية التي تتعلق باستخدام البشر للعنف الثوري ينطلق من ان الثورة كانت تعبير عن استياء جماعي على ما هو موجود وليس تعبير عن اكتشاف جماعي لطريقة افضل للحياة. لذلك فاننا نرى ان الثورة الجديدة في الوعي البشري التي تؤدي الى تغيير رؤية الانسان لنفسه كنوع وكائن عضوي و للثورة كعملية عقلانية للتغيير نحو اقامة حضارة انسانية جديدة ان هذه الثورة في الوعي البشري ستؤدي الى اقامة ثورة اجتماعية تستند الى الاصرار بدلا من العنف والى نشر الوعي والمحبة والاخاء وقيم الخير بين البشر. وستتغنى بالمعرفة والعلم و تؤكد على الحياة والسلم والتفاهم بدلا من الحديث عن العنف والسحق وابادة الاعداء وما الى ذلك من كلمات طنانة.


كيف تواجه عدوا دمويا يستخدم العنف ضدك؟
يقول مهاتما غاندي ان العنف هو سلاح الضعيف. نحن في حركة زايتجايست نؤكد ان الجماهير المسلحة بالوعي في التغيير الذي ينشدونه والعالم الجديد الذي يريدون بناءه سوف لا يلجؤون الى العنف. لان العنف يظهرك في نفس مظهر مهاجمك ولان الرد بالعنف على العنف لا يؤدي الى تغيير ايجابي بل الى زيادة عنف وكراهية خصومك. ان خصمك هو انت وقد تربيت في بيئة اخرى وليس عدوا خارجيا وعليك ان تكسبه الى جانبك بقوة المثال وبزرع الاحساس الاخوي فيه بانه ينتمي اليك وليس الى اي اعداء وبان التغيير سيكون في صالحه هو ايضا. ان عدم الانجرار الى دوامة العنف وامتصاص ضربات خصومك يدل على قوة ارادتك ووعيك ويوهن خصمك ويجعله يرى وحشيته وجبنه و قساوته. وقد تحتاج المقاومة السلبية وقت اطول ومقدارا اكبر من الثبات والصبر والشجاعة ولكنه يعطي ثمار عظيمة وينزع الكراهية لدى الخصم ويزيده احتراما لك ويناشد ضميره ويؤدي الى تغيير اجتماعي ايجابي. و بينما تنشر اعمال العنف المرارة والكراهية تؤدي المقاومة السلبية الى خلق جو من المحبة وتقاسم العالم ويؤسس اللبنة الاولى للمجتمع الذي انت في صدد بنائه.
عندما تتعلم الجماهير بانها في صدد بناء مجتمع جديد لا ينتمي الى الماضي في اي شئ وبان الثورة ليست موجهة ضد احد وانما ضد النظام الاجتماعي وتريد تغيير طريقة الحياة السائدة فانها لا ترى خصومها كاعداء لها وانما كضحايا للنظام الاجتماعي و كبشر ضلوا الطريق وبحاجة الى ارشادهم وكسبهم وتعليمهم مزايا التغيير لهم ايضا. نحن لا نريد اذلال خصومنا وسحقهم بل ينبغي ان نعمل بكل ما نستطيع لكسبهم الى جانب التغيير الذي هو في مصلحة الجميع.
يجب ان تكون الفكرة السائدة في الثورة بان مجتمع جديد مسالم و خالي من العنف لا يمكن بناءه باستخدام العنف.
ماذا يعني ان تكون انسان؟

أنت انسان .. انت جزء من الطبيعة و تسير بموجب قوانينها شئت ام ابيت ... 
وجودك البيولوجي ليس هدية او منحة من نظام اقتصادي او حكومة او اي مؤسسة, و ليست مشروطة بقوانين وضعها البشر بل بقوانين الطبيعة. فاذا اضعت طريقك في صحراء قاحلة لا تتوفر فيها شروط البقاء فانك ستموت. اما اذا كنت تعيش في اراضي تزخر بالموارد فانه من غير المنطقي ان يحد اي قانون من حقك في الوجود.
اذا جاء احدهم و سيطر على جميع ينابيع الماء و قرر انه يملكها و ادى ذلك الى ان تموت من العطش فان هذا يعني ان هنالك خطا كبير يجب اصلاحه. لانك انت و ينابيع الماء و الرجل الذي يدعي ملكيتها و الشجرة الواقفة هناك و الارض و جميع الاشياء الاخرى تعابير مختلفة من طبيعة كوكب الارض. القوانين التي وضعتها هذه الكائنات بسبب جهلها و بدائيتها لا تستطيع تغيير نواميس البقاء و هي لذلك يجب ان تتغير. فما هي هذه النواميس تعالوا لنتفق عليها.

انت انسان بحاجة الى الهواء النضيف لتستنشقه و تموت دون ذلك. نظامنا الحالي يلوث الهواء الذي نتنفسه لذلك يجب ان نقوم بتغييره. فهل تتفق معنا؟

انت انسان بحاجة الى مياه نقية لتشربها و تستخدمها. نظامنا الحالي يلوث المياه و يحد من قدراتنا على تنقيتها و توفيرها للجميع بسبب تكاليفها. لذلك يجب ان يزول. فهل تتفق معنا؟

انت انسان بحاجة غذاء صحي. نظامنا الحالي يوفره لمن لديه القدرة على الدفع, لذلك يموت انسان كل ثلاث ثواني و يعيش المليارات في ضل حرمان و سوء تغذية و لا يحصلون على ما يكفي منه فضلا عن تلوث غذائنا بسبب السموم التي يستخدمونها لاجل تحقيق ارباح سريعة. من حق كل انسان الحصول على الغذاء صحي دون شروط و بغض النظر عن النقود التي معه. فهل تتفق معنا؟

انت انسان ينبغي ان يكون لديك مكانا صحيا للسكن تتوفر شروط حياة كريمة لا ينبغي ان يرتبط حقك في السكن بمحفظة نقودك لان المساكن يتم بنائها باستخدام موارد طبيعية كانت هنالك قبل وجود البشر وهي لذلك ليست ملكا لاحد. 
فهل تتفق معنا؟

انت انسان و عندما تمرض او تصبح مسنا ينبغي ان يعتني باقي افراد اسرتك البشرية بك بغض النظر عن النقود التي معك. لا يفترض ان يكون مرضك وسيلة لجمع الثروات لدى شركات الادوية و لا يفترض ان يتركوك لتموت لانك لا تملك ثمن العلاج. فهل تتفق معنا؟

انت انسان بحاجة الى الحب و الرعاية و التعليم و فرص الحياة السعيدة و الكريمة و من حقك ان تسافر و تقطن في اي مكان من هذا الكوكب لكونه بيتك و بيت جميع اشكال الحياة و لا يملك احدا الحق في منعك من السكن اينما تريد في موطنك الارض. فهل تتفق معنا؟

حسنا الان انتبه الى ما نقوله لحظة ...
هذه مبادئ اساسية لانسانيتك حجبت عنك بسبب قوانين وضعتها كائنات بدائية, انها حقوق طبيعية فيزيائية و بيولوجية و لا علاقة للموضوع بالسياسة و الاحزاب و البرمان وغيرها. لا يعيش البشر ازمة اقتصادية او مالية او سياسية ولكننا نعيش ازمة انسانية كبرى. الطبيعة و الموارد ما زالت هناك, و قدرتنا على اتاحتها للجميع هي اكثر من اي وقت مضى. فما الذي جرى؟ لماذا كل هذه المعاناة و الازمات؟ 
الذي جرى و يجري هو اننا خسرنا انسانيتنا لصالح قوانين وضعتها كائنات بدائية و ما زالت تلتزم بها برغم تناقضها الصريح مع حقنا الطبيعي في الحياة و البقاء. الجنس البشري يعيش الان على مفترق طرقات بين ان يكون او لا يكون هذه هي المشكلة.

لقد جعلوك تصدق كذبة كبرى تقول بان هذه هي سنة الحياة ... هذا ليس صحيحا, هذه قوانين بشرية سيئة و خاطئة و بدائية و غبية يمكننا تغييرها. ان حياتنا و حياة اطفالنا هي سنة الحياة و الطبيعة, هكذا كانت و هكذا ستكون دائما. 




الحرية ليست برلمانات و انتخابات ..
الحرية ان يضمن المجتمع حياتك دون ان يفرض عليك قائمة من الواجبات. ان يعتني الجميع بحياة الجميع.
عندما نكون احرار بحق ستختفي كلمة الحرية من القواميس و اللغات تدريجيا ﻻنها ستكون طريقة للحياة. فنحن لم نطالب بالحرية سوى بعد ان تم استعبادنا. عندما تزول العبودية تزول نقائضها..

اقامة مجتمع كهذا ممكن الان... نحن فقط بحاجة الى رؤية جديدة لمشاكلنا .. نحن بحاجة الى ثورة على انفسنا قبل ان نثور على العالم من حولنا. ...
ولادة العقل الجديد

المشاكل التي لدينا اليوم نحن انتجناها اجتماعيا و هي تتجسد في وعي المجتمع و بالتالي الافراد. نحن نرى السلوك الاجتماعي الجمعي سلوك خارج عن ارادتنا ولذلك لا نستطيع الوقوف بوجهه بل نعيد انتاجه كافراد.
وبالتاكيد فان المجتمع لا يغير طريقة عمله وتفكيره بين ليلة وضحاها. والثقافة السائدة لا تتغير عن طريق تغييرات فكرية محضة.
التغيير ياتي عندما يتغير واقعنا المادي و الاجتماعي حتى يصبح معه سلوكنا وتفكيرنا اﻻجتماعي غير منطقي و ﻻ يتناسب مع واقعنا. عندها يتغير المزاج العام و تبدا تغييرات تطرا على مزاج اﻻفراد و تنتشر هنا وهناك حتى تنشا قيم اجتماعية جديدة تتحول الافكار الجديدة الى ظاهرة ومن ثم تتغير اﻻمور.
على سبيل المثال فان الالة البخارية التي ادت الثورة الصناعية غيرت الواقع المادي و بدات بتحطيم قيم المجتمع اﻻقطاعي و هذا التغيير المادي هو الذي ادى الى انتشار ما يعرف بعصر التنوير و من ثم افكار ومبادئ الثورة الفرنسية تراكمت حتى انتجت عقلا اجتماعيا جديدا ادت الى التغيير الاجتماعي نحو المجتمع الراسمالي.

ما الذي يجري في عصرنا و ما سبب ظهور افكار جديدة تتسم بالقطيعة مع الماضي؟

ان هنالك تغييرات مادية قد طرأت على حياتنا وهي التي بدات بتغيير افكارنا الاجتماعية و قيمنا الفكرية و ستستمر في القيام بذلك في المرحلة القادمة من التاريخ. الاتمتة و الروبوتات و الحواسيب و الفيزياء الكمية و النانو تكنولوجي و تطور التكنولوجيا الانتاجية تاخذ فرص العمل من البشر و تضاعف الانتاج. لم يعد من المنطقي في عالمنا ان يترك البشر للجوع و البطالة بعد ان اخذ الروبوت و الالة مكاننا في العمل. ﻻن اﻻلة بحاجة الى من يشتري منتجاتها لكي تعمل و هذه هي العقدة التي لا يمكن حلها و المشكلة التي لا يمكن الفكاك منها باستخدام العقلية السائدة و المؤسسات الموجودة و في اطار النظام الاجتماعي الذي في طريقه الى الانهيار.

اذن هنالك واقع مادي جديد يدمر قيم المجتمع السائدة و ينتج العقل الاجتماعي الجديد الذي لم يعد يقبل بقيم العالم القديم و قوانينه. انه عصر التنوير لاعداد الفكر الى عقد اجتماعي جديد. فنحن نستطيع بناء منزل لكل انسان و توفير الغذاء لكل انسان و لكن الملايين يموتون من الجوع و و مليارات من البشر يعيشون في فقر مدقع و في العشوائيات و مدن الصفيح و يحرمون من حق السكن و التعليم و الضمانات الصحية.
لم يعد هذا مقبوﻻ ولن يكون مقبوﻻ في المستقبل. و هكذا فان الثورة في الوعي ما هي اسوى اكتشاف البشر للخلل الموجود في عالمنا و لرفضه قبول الواقع و مطالبته بتغيير طريقة الحياة السائدة و قوانينها و قيمها.

حركة زايتجايست هي واحدة من نداءات عصر الانوار الجديد للاستيقاظ الى الواقع و ليست حركة تطالب باشياء خيالية بل اننا نقول ببساطة بان واقعنا المادي قد تغير منذ زمن و ان علينا ان نقود التغييرات الاجتماعية على اساسه.
انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق

الايديولوجيات السياسية بجميع اشكالها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, هي عبارة عن تصورات مختلفة كانت تهدف الى تنظيم مجتمع الندرة القائم بشكل او بآخر على اساس كيفية اعادة توزيع الموارد بين افراد المجتمع الذي يسير على اقتصاد السوق و المال.
الامر الذي يغيب عن انصار الحلول السياسية هو أن البشرية تجاوزت اقتصاد الندرة منذ عقود طويلة و قد بلغنا بفضل تطور تكنولوجيا الانتاج و الروبوت و الأتمتة و الحواسيب مرحلة الوفرة.
ان سبب الازمة الحالية في اقتصاد السوق هي وفرة الانتاج. و حيث ان الانتاج لاجل الربح و الاسواق يتطلب الندرة. فان الطاقات الانتاجية الهائلة للالة الحديثة تسببت في ان يعيش اقتصاد السوق كسادا خانقا لا مخرج منه. حيث تتكدس البضائع و تمتلئ الاسواق بها و لا يمكن بيع المزيد خصوصا وان الناس لا يمتلكون المال اللازم لشراء البضائع لانهم اصبحوا يخسرون اعمالهم لصالح الالة و الروبوت.
ان انتهاء عصر الندرة هو اعلان بانتهاء جميع ايديولوجيات هذا العصر و بانتهاء عصر السياسة و الافكار السياسية التي كانت جيدة لتنظيم توزيع الموارد بين افراد المجتمع و التي كانت نادرة لا تكفي الجميع فيما مضى. لا يمكن للافكار السياسية و الحكومات و الايديولوجيات العتيقة معالجة مشاكل البشر في عصرنا. فالازمة ازمة اليات و طريقة عمل النظام الاجتماعي الراسمالي الذي لم يعد قادرا على الحياة مع تطور وسائل الانتاج في عصرنا.
لذلك فاننا لسنا بحاجة الى احزاب سياسية و افكار سياسية و ثورات تهدف الى اعادة تنظيم المجتمع سياسيا لصالح جميع الطبقات الاجتماعية او بعضها و اعادة توزيع الموارد بين افراد المجتمع. لان هذا ببساطة غير ممكن عندما تغلق المعامل ابوابها بسبب امتلاء الاسواق بالبضائع أو عدم قدرة الناس على الشراء.
نحن بحاجة الى تغيير النظام الاجتماعي الحالي الذي لم يعد قادرا على توفير حاجات البشر. و لاجل القيام بذلك فاننا بحاجة الى ثورة اجتماعية تطالب بتغيير طريقة الحياة على سطح كوكب الارض. ما نراه من ازمات و حروب و كوارث بشرية ليست احداث متفرقة و انما تداعيات انهيار المنظومة الاقتصادية العالمية و التي بدات تتآكل في الاطراف, حيث تقوم الدول الكبرى اقتصاديا بتصريف ازمتهم الى الدول الفقيرة و تحاول انقاذ نفسها على حسابهم و لكن هذه الانهيارات ستتواصل حتى ينهار النظام برمته, انها مسالة وقت لا اكثر. هذه الحقائق تستند الى الرياضيات و لا تستند الى الاراء الشخصية.

الخطر الان يكمن في ان هذه الانهيارات بمقدورها ان تؤدي الى حروب اهلية و اقليمية دموية قد تتطور الى حرب عالمية مدمرة لكل الحضارة البشرية التي نعرفها, هذا اذا لم يؤدي الانهيار الى تغيير اجتماعي جذري في طريقة حياتنا على الارض.

ما العمل اذن؟
الثورة الاجتماعية تتطلب وعيا اجتماعيا يفترض انتشاره بين الناس. المجتمعات البشرية المختلفة ستواصل محاولاتها لحل مشاكلها عبر السياسة و السياسيين و ستتعلم تدريجيا عبثية هذه المحاولات و مع استمرار تفاقم الازمة ستتوصل الجماهير الى ضرورة التغيير الاجتماعي و تتعلم ذلك من خلال تجاربها. نحن بحاجة لذلك الى انتشار منظمات اجتماعية تعمل على نشر الوعي بالتغيير الاجتماعي و تقوم باعداد الجماهير الى هذا التغيير. ينبغي ان تؤدي الثورات القادمة الى امتلاء الميادين بالمطالبين بالتغيير الاجتماعي و رفضهم مواصلة الحياة على الطريقة القديمة. ان هذه المنظمات هي بمثابة الجهاز المناعي في جسد المجتمع الذي يعني عدم ظهوره موت هذا الجسد المريض.
على البشرية ان تتعلم ان تطالب بتغيير طريقة الحياة السائدة لانها لم تعد طريقة للحياة بل هي في الحقيقة طريقة للموت الجماعي للجنس البشري. بمقدورنا اعادة تصميم عالمنا لبناء جنة على الارض و هذا يعتمد على سلوكنا نحن البشر في الاعوام القادمة.



"تعلمون، في الحقيقة نحن لا نمتلك حباً -إن اكتشاف ذلك لشيءٌ فظيع ..
في الحقيقة ليس لدينا حب. لدينا عاطفة،لدينا انفعالية، شهوانية، جنسية، لدينا تذكرُ شيءٍ كان قد بدى لنا على أنه حب.
لكن في الحقيقة، وبشكل وحشي، ليس لدينا حب،
لأن توفر الحب يعني :لاعنف، لاخوف، لاتنافسية،لاطموح

لو كان لديك الحب، لما قلت أبدا"هذه عائلتي"،
قد يكون لديك عائلة وتقدم لها كل ما تستطيع، لكنها لن تكون "عائلتك" المعادية المواجِهة للعالم.
إذا كان لديك حب، إذا وجد الحب، وجد السلام
إذا أحببت، ستثقف ابنك فلا يكون وطنيا، ولا يحصل على عمل تقني ويعتني بشؤونه الشخصية القليلة
و لَمَا كان هنالك انقسامُ دياناتٍ لو توفّر لدينا الحب.


ولكن، وكون هذه الأشياء موجودة فعليا -لا نظريا، بل بشكل وحشي- في هذا العالم، فإنها توضّح بأننا نفتقر للحب.

حتى حب الأم لابنها ليس حبا!
هل تظن أن العالم كان على هذا الشكل لو أحبت الأم بانها فعلا؟

لكانت حرصت على أن يحصل على الغذاء المناسب، التعليم المناسب، أن يكون حساساً، أن يقدّر الجمال، ألّا يكون طموحا طماعا حسودا
إذاً، فالأم لا تحب ابنها، مهما اعتقدت أنها كذلك
إذاً..نحن لا نمتلك الحب"

جيدو كرشنامورتي

03/09/2013

نفسي نفسي





ﻟﻦ ﻳﻘﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺻﺪﻳﻖ، ﻭ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻋﻨﻚ ﺍﻷﻟﻢ ﺣﺒﻴﺐ، ﻭ ﻟﻦ ﻳﺴﻬﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻚ
ﻗﺮﻳﺐ، ﺍﻋﺘﻦ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭ ﺍﺭﺣﻤﻬﺎ، ﻭ ﺩﻟﻠﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ، ﺗﺄﻛﺪ
ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻟﻦ ﻳﺮﻣﻤﻚ ﺳﻮﻯ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻬﺰﻡ ﻟﻦ ﻳﻨﺼﺮﻙ ﺳﻮﻯ ﺍﺭﺍﺩﺗﻚ، ﻓﻘﺪﺭﺗﻚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺳﻮﺍﻙ، ﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺘﻚ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺑﺤﺚ
ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮﻙ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﺗﺎﺡ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻙ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ
ﻓﻴﻚ ! ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻠﻪ، ﻭ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ
ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﻂ ﺍﺣﻤﻞ ﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻﻧﻚ ﻟﻮ ﺃﺭﺿﻴﺖ
ﺍﻟﻠﻪ، ﺭﺿﻲ ﻋﻨﻚ ﻭ ﺃﺭﺿﺎﻙ ﻭ ﻛﻔﺎﻙ ﻭ ﺃﻏﻨﺎﻙ، ﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻧﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ ...ﻭ ﻗﻞ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻮﺿﻨﻲ ﺧﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻻﺧﺮﺓ ... ﻓﺎﻟﺤﺰﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺑﺴﺠﺪﺓ، ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺪﻋﻮﺓ، ﻟﻦ
ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻗﺪﻣﺘﻪ، ﻭ ﻫﻤﺎ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭ ﻋﻴﻨﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﺄﺳﻌﺪﺗﻬﺎ ! ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ
ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ : ﻛﻦ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ، ﻟﻴﺲ ﻷﺟﻠﻬﻢ ﺑﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ،،،،ﺍرخي ﻳﺪﻙ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﺗﺮﺧﻰ ﺣﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻚ... ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ
ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ "